فن الإضاءة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إضاءة المسجد الكبير بالكويت

اذهب الى الأسفل

إضاءة المسجد الكبير بالكويت Empty إضاءة المسجد الكبير بالكويت

مُساهمة  Admin الإثنين أبريل 21, 2008 6:08 pm

إضاءة المسجد الكبير بالكويت Kuwait_grand_mosque_islamic_architecture_lighting3[img][/img]

الإضاءة النهارية

كان على المعمار المسلم لإنارة أبنيته نهاراً، أن يخضع للمناخ ويتأقلم معه.
ولما كان المناخ في أكثر البلاد الإسلامية، من الأندلس إلى إيران فالهند، يميل إلى الحرارة في أكثر فصول السنة، وشمس تلك المناطق قوية، ونورها ساطع، يكاد يأخذ بالأبصار. فالأفضل للأبنية أن تتكيف مع الطقس، لذلك نلاحظ أن الإضاءة النهارية في المساجد تعتمد على أن تتلقف النور من صحن مكشوف بواسطة الأبواب المتعددة الواسعة، المفتوحة المصاريع على الصحن، طوال فصل الصيف الطويل. وفي حال إغلاقها، يبقى للضوء منفذ من المنور المقوس الجميل، الملون الزجاج، والذي يعلو أكثر الأبواب، حتى الخارجية أحياناً.
ولتخفيف حدة النور ولإبعاد الجدران عن حرارة أشعة الشمس المباشرة، كان يحيط بالبناء من الداخل أروقة مسقوفة مقنطرة مفتوحة لا أبواب لها تشرف على الصحن الداخلي، أما بقية الجدران فلا طاقات فيها، وإن وجدت، فهي صماء، أو تكون طاقاتها مرتفعة في أعلى الجدار أو أعناق القباب. ومن خلال منافذ النور هذه تصل الأشعة إلى الداخل مصفاة، أو ملونة، متسللة من تخريمات الشمسيات الرخامية المفرغة، أو الجصية المنزلية بمئات قطع الزجاج المختلفة الألوان والأشكال.
ولدى الرغبة في الحصول على "كميات" أوفر من النور، كان مصممو الأبنية يلجأون إلى الإكثار من الكوات العالية والنوافذ المزدوجة، وفي المساجد الأندلسية شيدت القناطر بعضها فوق بعض، بتوزيع هندسي مدروس يكثر من الفتحات وينوع اتساعها ويعدد أشكالها ويساعد على جعل الأسقف، أعظم ارتفاعاً، والأقواس أكثر مقاومة، والهواء أسرع حركة والضوء أعم انتشاراً.
وكي لا يضحي المعمار المسلم بالشكل العام، قام لحل مشكلة الإنارة في المناطق الباردة، التي يضطر فيها إلى سقف صحن المسجد (الذي يكون مكشوفاً عادة في غالب المساجد) فجعل الأسقف مختلفة المستويات والأشكال. فكانت مقببة ومسطحة ومنحدرة، وفتح النوافذ في أعلى جدران القاعات، الأكثر ارتفاعاً، أو في رقبات القباب، كما هي الحال في المدرسة الجقمقية بدمشق (متحف الخط العربي حالياً) ومناور مسجد قرطبة.
الإضاءة الليلية

هكذا تصرف البناء المسلم فيما يخص الإضاءة نهاراً. فكيف كان تصرفه في الإضاءة ليلاً؟
ومعلوم أن هناك ثلاث صلوات من الصلوات الخمس تقام والشمس غائبة.
فالظلام لا يكون قد انقشع ساعة إقامة صلاة الصبح، الصلاة الأولى، لأن ميقاتها يسبق طلوع الشمس بما يزيد على الساعة. كما أنه من المعروف أنه يلي غروب الشمس استحقاق صلاة المغرب، ثم تليها، بعد أقل من الساعتين الصلاة الأخيرة: صلاة العشاء. وهناك صلاة ليلية أخرى موسمية تقام بعد صلاة العشاء، هي صلاة "التراويح" تستمر طوال شهر رمضان، شهر الصوم والعبادات. لذلك كانت هناك حاجة ماسه لدى البنّاء المسلم تقضي بضرورة الاهتمام بإنارة المساجد ليلاً.
وفي أول الأمر فإن المسلمين في مسجد المدينة المنورة ـ وهو المسجد الجامع الأول للإسلام كانوا يكتفون لإنارته ليلاً بضوء نار جذوع النخل التي يوقدونها لهذه الغاية عند الحاجة ـ ولم تعلق بسقفه قناديل الزيت قبل السنة التاسعة للهجرة (630 م). وبالطبع فإن القناديل الأولى كانت بدائية بسيطة.
وفي السنة السادسة والثمانين للهجرة (705م) صارت هذه القناديل بلورية تعلق بسلاسل من الذهب في مسجد بني أمية في دمشق.
وكما تفنن المسلمون في زخرفة المسجد وتزيينه وإتقان حجارته وعمارته، اهتموا فيما بعد لاحقاً أيضاً بقناديله وتنانيره.
وشاع استعمال الثريات والقناديل الفضية في المساجد، وكان في الجامع الأزهر ثريتان وسبعة وعشرون قنديلاً من الفضة. وكان الثمين منها في أكثر المساجد يحفظ في مستودعات خاصة أو يغطي طوال أشهر السنة ولا يستعمل إلا في شهر رمضان و في الليالي (الفضيلة).
وكان (الواقف) الذي هو باني المسجد أو المهتم بعمارته وصيانته لا يغفل أمر صيانة القناديل والثريات ومصاريفها، فيرصد لها ما يكفي لتغيير الحبال والتزويد بالزيت وشراء خرق لمسحها وتلميعها، وما يمكن أن يؤمن المحافظة عليها بشكل منتظم.
ولم يقف الاهتمام لأمر القناديل والشمعدانات عند حد معين، بل أبدع المسلمون في تصاميمها، وصنعت من البلور الملون والمزين والمطعم، ومن النحاس المنزّل والفضة المكفتة بالذهب، والمرصعة بالأحجار الكريمة. ولم يبق منها اليوم في المساجد إلا العدد القليل.
وقد اهتم المسلمون لتنوير الساحات وصحون المساجد والطرقات، فعمر بن الخطاب علق المصابيح على سور ساحة الكعبة. وصحن المسجد الأموي ما زال يضم عمودين من الرخام يحملان رأسين مزخرفين من النحاس استعملا للإنارة.
ولا تكاد تجد جزءاً في المسجد الكبير في مصلياته الثلاث أو في رواقاته أو مداخله إلا وقد تدلت فيه الثريات الكبيرة الجميلة التي تؤمن الإضاءة الكافية مع الجمال الآسر.
وأضخم تلك الثريات أربع في جوانب القبة الكبرى في بيت الصلاة الرئيس، وكل واحدة من هذه الثريات الفخمة تتدلى من قبة صغيرة منقوشة بالجبس المغربي الرائع.
وطول كل ثريا من هذه الثريات الأربع 7.5 متر ووزن الواحدة 1000 كغ، والبلور فيها من الكريستال النقي، ونحاسها مطلي بالذهب وفي كل منـها أكثر من (100) مصباح.
ولاتقتصر إضاءة بيت الصلاة الكبير على هذه الثريات الكبيرة الأربع، بل هناك إلى جوارها ثمانون ثريا صغيرة حائطية وسقفية، ألمانية الصنع، زجاجها أيضاً من الكريستال الفاخر تنتشر في أرجاء القاعة، حتى ليخيل إليك أن مع الثريات الكبرى الأربع هي الكواكب السابحة في السماء ومن حولها النجوم النيرة الكثيرة.
أما المصلى اليومي في المسجد الكبير فتتدلى من سقفه تسع ثريات بديعة الجمال طول كل منها (1.5) متراً وعرضها (70سم) وفيها أكثر من (100) مصباحاً.
أما مصلى النساء فتتعلق في سقفه (18) ثريا من ذات النوع.
وبالنسبة لليوان الواقع شرق بيت الصلاة الرئيسي مباشرة فإنه تتدلى من سقفه ثلاث وعشرون ثريا من الثريات الدمشقية المصنوعة من النحاس المؤكسد المائل إلى اللون الأسود، على شكل قناديل تتميز بألوانها الهادئة الكاتمة وأنوارها الملونة الزاهية الجميلة. التي تعيد إلى الذهن صورة القناديل القديمة في المباني التاريخية حتى لتحسبها منها شكلاً وموضوعاً.
ولا ننسى أن نشير إلى ثريا ضخمة نفيسة في المسجد الكبير تحلق فوق باب القاعة الأميرية لها شكل صنوبري جميل وهي تتدلى من قبة داخلية. ولا ينافس هذه الثريا في جمالها إلا ثريا داخل القاعة الأميرية نفسها.
وإضافة إلى الثريات الكهربائية الكبيرة والكثيرة في المسجد الكبير. فهناك القناديل المعلقة في الممرات والأروقة والتي يزيد عددها على (76) قنديلا، وهي كلها على شكل واحد مستوحى من التراث الإسلامي.
كما أن هناك كشافات ضخمة ولمبات مخفية داخل الديكور (سبوت لايت) تكاد تغطي جميع الأجزاء الداخلية في بيت المصلى الرئيسي والمصليات الأخرى في المسجد الكبير، كما تغطي جميع الجوانب البعيدة والمخفية لأجزاء المسجد كافة.
هذا كله بالنسبة للإضاءة داخل المسجد الكبير.
أما الإضاءة خارجه فقد بلغ الاهتمام بها أوجه من حيث كثرة الكشافات المسلطة على جدرانه أو من حيث توزيعها واختيار أماكنها.
وأكثر الأماكن التي ركزت عليها الكشافات الكهربائية الضخمة من كل جانب حتى تحيل الليل من حولها إلى نهار مسفر يبرز حسنها وتألق لونها الأصفر وسط سواد الليل الدامس.
كما أن مئذنة المسجد الكبير تستأثر بعدد وافر جداً من الكشافات تكشف جمالها وتبرز محاسنها وسط ظلام الليل كأنها المارد الصاعد في السماء الصامد في وجه الخفاء، فلا تكاد أشعة تلك الكشافات تفتر في أعلاها حتى تنطلق كشافات أخرى أشد لمعاناً من بيت المؤذن تنير الجزء الأخير من المئذنة ببريق يخطف الأبصار.
إن توزيع الإنارة وشدتها في الليل أمر مدروس بعناية واهتمام

Admin
Admin

المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 21/04/2008

https://lighting.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى